اخفاء الچارحي
الهندية هتلحس عقلك مفيش فايدة أنا
هقوم أحضر الغدا
جذبتها دينا لتجلس _أستنى بس ماما فين الأول
آية بستغراب _عند نانا من الصبح ليه
دينا بسعادة _حلو اوووي إسمعي بقا يا ستي
بمكانا أخر بأيطاليا
علي مكتب من أفخم ما يكون كان يجلس شابا في أوائل العفد الثالث من عمره يمتلك ملامح جاذبة للغاية عيناه بلون الخضرة شعره أسود كعيون الليل الكحيل نعم أنه يحيى الچارحي
ترك العمل من يديه ثم تأمل تلك الصورة إلي جانبه ليحتل الحزن قسمات وجهه
صورة كبيرة هو بها ورفيقه المقرب ياسين الچارحي وتلك المجهول بينهم التي كانت سبب العداوة بينهم تلك التى حطمت خطوط كونت منذ سنوات وسنوات
الحوار مترجم
الفتاة _هناك فتاة بالخارج تريد مقابلتك سيد يحيى
يحيى بستغراب _من هى !
السكرتيرة _لا أعلم
يحيى _حسنا أدخليها
السكرتيرة _كما تريد سيدي
دلفت بخطوات أشبه للركض
ملك بسعادة _أبيه يحيى
يحيى بفرحة _ملك
أرتمت بسعادة ثم أكمل بندهاش _أنتى بتعملي أيه هنا
يحيى _لا طبعا
المكتب لتصبح وجهها أمام وجهه مباشرة _طب أيه رأيك بالمفاجئة دي
إبتسم إبتسامة ساحرة ثم قال _مش وحشة
عبثت بوجهها الطفولي ليبتسم بتسلية كما أعتاد مضيقتها منذ الطفولة فأكمل بصوتا مصحوب بضحكة جميلة _جميله جداااا
عادت للضحك من جديد قائلة بغرور _عارفة أني جميلة جداا
ملك بمكر_أينعم وكمان واثقة أن إبن عمي العسل داا هيخدني جولة في أيطاليا
إنفجر يحيى ضاحكا ثم قال بسخرية _بس إبن عمك العسل دا عنده شغل كتير جدا ولو جدك رجع من الأجتماع ممكن يخلص عليا وعليكى
ملك پغضب طفولي _طب مينفعش نهرب
لم يتمالك يحيى نفسه من الضحك ليبدو أوسم مما هو
كان صوتا قادما من خلفها لتتخشب ملامح وجهها وتلتفت له پخوف لتجده أمامها عتمان الچارحي بهيبته الطاغية بنظارته التي تعطيه رونق خاصا
وقف يحيى لتتراجع ملك ببعض الخۏف وتتمسك بذراع يحيى بطفولية لا طالما أعتادت علي ذلك ولكن لا تعلم أنه يقاسي لأجلها يراها ملكة قلبه وتراه هو أبيه
يحيى _اتفضل يا جدو
عتمان لملك _ها يا ملك كنتى بتقولى أيه
ملك پخوف _مش أنا دا أبيه يحيى هو الا كان بيقول
كبت يحيى ضحكاته ثم قال _كنت بقول أنى هعدي على
المصانع وبعدين أخد ملك أفرجها علي أيطاليا
عتمان وهو يتابع الملفات أمامه_أوك رضا أخباره أيه يا ملك
ملك بتوتر _الحمد لله يا جدو
عتمان _تقدروا تخرجوا عشان أكمل مراجعة الملفات
هرولت ملك للخارج كمن نالت حريتها لسنوات وجذب يحيى جاكيته وخرج هو الأخر يكبت ضحكاته علي تلك الطفلة الحمقاء
بمنزل دينا
آية _الله يخربيتك طب أفردي إبن الحلال ده مكنش أدخل كان زمانهم عملوا فيكى أيه
دينا پغضب _وأنتى عايزاني أسيبهم يضربوه
آية _لا طبعا مش كده بس علي الأقل تطلبي المساعدة من أي حد جانبك
دينا _هو دا الا همك ومش همك الموز الا شوفته
آية _ما هو دا أنا جايلك فيه يا أستاذة يا محترمه ربنا أمرنا بغض البصر وأنتى أيه ما شاء الله جبتي شعره ولون عينيه ووسامته لا ما شاء الله قمة الأدب
دينا پغضب _بتتريقي عليا
آية بسخرية _لا لسمح الله بفوقك
دينا _والله يا بت المنظر الا شدني أنتي عارفاني كويس بقولك والله نفس الا بشوفه بالأفلام نزل من عربية أخر موديل وبسواقها وكمان لبسه ولا إبن رئيس جمهورية
آية _يا بنتي كفيااا بتأخدي سيئات كدا
دينا _ياررب يا آية تشوفي الا أنا شوفته
آية _أنا هقوم أحضر الأكل أصل أتجنن عليكى
وتركتها آية وتوجهت للمطبخ تحضر الطعام بينما هي شاردة به .
بالمساء
عاد رعد للقاهرة بعدما تمم الأتفاقية مع محمد علي أنه سيعود حينما ينتهي هو وعماله من العمل ليقيم عمله ثم بعد ذلك يحدد مصيره
صعد لغرفته يرتاح قليلا وتلك الفتاة البسيطة بخاطره عيناها السمراء ولون بشرتها الغامق نظراتها الحاملة للقوة والضعف في ذات الوقت وذلك الحجاب الذي كان يحفظها من النظرات
نعم رأى فتيات بحجاب من قبل ولكن ذات البشرة القمحية جذبت إنتباهه عندما وقعت عيناه عليها
لم تتركه منذ أن رأها حتي قلبه يرفرف مثلما الطير بالسماء
دلف للحمام السباحة الخاص بغرفته ثم هبط لدقائق تحت المياه الباردة لعلها تختفى من رأسه ولكن هيهات لم تقبل ذلك وظلت متشبسة به
صعد لأعلي المياه عندما شعر بحاجته للهواء يمسد علي شعره الغزير ثم يفتح عيناه الرمادية ليجد عز أمامه وبيده الهاتف
رعد بتعجب _في أيه
عز _ملك بتحاول توصلك وتلفون سعاتك مقفول
رعد بتذاكر _أه البطارية خلصت
وناوله عز الهاتف ثم خرج لغرفته
بينما صعد رعد الدرج الموجود بقاع المياه قائلا ببسمة تزين وجهه _أخيرا أفتكرتيني
ملك پغضب _أنا على طول فاكراك أنت الا ناسينى
يا أستاذ رعد الچارحي
إبتسم رعد ثم أرتدا قميصه بأهمال قائلا بتحذير _طب خالى بالك من الرعد
ملك _كدا طب ماشي يا رعد أنا مخصماك هه
رعد _مقدرش علي زعلك يا لوكة
ملك _مخصماك
رعد _خلاص بقا
ملك _تيجى أمريكا هصلحك
رعد _طب ما ترجعى أنتى مصر
ملك _مش واخده علي الجو عندك وبعدين هسيب مامى وبابى لوحدهم
رعد پألم _ماما عامله أيه
ملك _الحمد لله يا حبيبي طمنى علي حمزة
رعد _ذي ما هو غبي وكل يوم يتضرب
ملك _ههههههه أنا مش عارفه دا أخوك أذي طب أنا أختك وقوية
رعد بسخرية _ما هو واضح ياختي للأسف الشديد محدش فيكم طالعلي
ملك بحزن ليحيى الجالس بجانبها _شايف يا أبيه يحيى رعد بيقول عليا ضعيفة
رعد بستغراب _هو يحيى بأمريكا
ملك _لا أنا بأيطاليا
رعد _طب أدي الفون ليحيى
ملك _أوك
وبالفعل أعطت الهاتف ليحيى الذي ألتقته بشتياق لصوت الرعد
رعد بحزن _أذيك يا يحيى
يحيى _أهلا يا رعد أخبارك
رعد _أنا كويس أنت الا أخبارك ايه
يحيى بغموض _أحسن بكتير أطمن
رعد _بقالك كتير مكلمتنيش ولا حتى أخوك عز
يحيى پألم_ساعات بننجبر على البعد عشان الفراق ما يبقاش صعب يا صاحبى
رعد بحزن _واثق أنك برئ يا يحيى
يحيى بۏجع _بس هو لا
رعد _أكيد هيجى اليوم الا الحقيقة فيه تبان
يحيى _ولحد اليوم دا أنا هفضل هنا
كاد رعد أن يتحدث ليقاطعه الصوت الذي أشتاق يحيى لسماعه
ياسين _رجعت أمته يا رعد
رعد بأرتباك_من ساعة
ياسين _البس هدومك وتعاللى المكتب
رعد _حاضر
وغادر ياسين إلي غرفته ليبدل ثيابه هو الآخر
أما رعد فأنهي المكالمة مع يحيى الذي إستمع لصوت ياسين بحزنا شديد
توجه ياسين لغرفته وخلع جاكيته بأهمال ليتفأجئ بحمزة يرتدي ملابس للملاكمة مضحكة للغاية
لم يتمكن ياسين من السيطرة علي نفسه وضحك بشدة علي هذا الأحمق
حمزة پغضب _بتضحك علي أيه الله
نجح الدنجوان بالتحكم بنفسه ثم قال _أيه الا أنت عامله فى نفسك دا
حمزة _مش أنت قولتلى جهز نفسك
ياسين _قولت جهز نفسك مش أعدم نفسك أيه الا أنت مهببه دا
كان يتحدث وهو يشير علي الشئ الغامض الذي يرتديه حمزة علي رأسه
حمزة _مش عارف والله أيه دا لقيتها مع البدالة قومت لبسها
ضغط علي شعره البني الغزير ليتحكم بغضبه الذي سيفتك بهذا الأحمق قائلا بصوت محتقن من الڠضب _خاليك هنا هغير هدومي وجاي
حمزة بسعادة _أوك
وأبدل ياسين ملابسه لبنطلون أسود وتيشرت من اللون البني يشبه لون عيناه ضيق يبرز عضلات جسده ليجعله كمدرب كمال أجسام
شعرت بالملل فخرجت للشرفة لعل الهواء الطلق يكون لها الشفاء ولكنه كان المحطم لها عندما رأته يقف بشرفته هو الأخر يتحدث بهاتفه پغضبا جامح
عز پغضب _أنتى عايزه
أيه
إسمعى يا ژبالة أنتى الورقه
العرفى دي تبليها وتشربي مياتها
مش عز الچارحي الا يتهدد يا روح أمك أعلي ما فى خيرك أركبيه
وأغلق عز الهاتف وهو يزفر پغضبا جامح ليتفأجئ بها تقف والدمع يلمع بعيناها
عز پغضب شديد _أنتى واقفه كدليه
ما أن أكمل حديثه حتي دلفت مسرعة للداخل والبكاء حليفها أم هو فألقى الهاتف بعصبية شديدة ليتهشم لألف قطعة .
أبدل رعد ملابسه وتوجه لغرفة ياسين لينصدم من التالي
حمزة ملقي أرضا ېصرخ ألما وياسين بأنتظاره ليقف مجددا
رعد بندهاش _هو في أيه
حمزة بصوتا متقطع من الألم _ح ب ي ب ق ل ب ي ي ا ر ع د ا لح قن ي
حبيب قلبي يا رعد ألحقينى
رعد بسخرية _مش لقى الا الدنجوان الا يدربك
وقع أرضا ليقول پغضب _غبي
خلع ياسين القفازات الذي يرتديها قائلا لرعد _سبك منه شوية وهيفوق تعال ورايا
وبالفعل أتبعه رعد لغرفة المكتب الخاصة لياسين
ياسين _الملفات دي واقفة علي توقيعك ثم أكمل بسخرية وڠضب مكبوت _ولازم حد يبعتها للأستاذ فى أيطاليا يوقع عليها
رعد بهدوء_مش كفيا بقا يا ياسين
أكمل ياسين تحضير الملفات بعدم فهم _كفيا أيه
رعد _الا بتعمله فى يحيى ده
رفع عيناه بكتلة من چحيم تزينها قائلا بصوت يحمل تحذيرا للرعد_متتكلمش في الموضوع دا تانى يا رعد
رعد _بس هو مالوش ذنب فى مۏتها
ياسين بصوتا مرتفع للغاية _قولتلك متفتحش الموضوع دا تانى محدش ليه دخل فيه فاهم
رعد بحزن علي حال رفيقه _ذي ما تحب
وجذب رعد الملفات وخرج من الغرفة حزين علي ما وصل إليه الدنجوان
أما بالداخل
فحل الڠضب قسمات وجهه حتي أنه أخرج صورة محتفظ به بمكتبه يتأملها بحزن شديد ثم ضغط علي النصف الأخر الذي يحمل صورة يحيى پغضب شديد يفتك بالشديد.
تقلبت من اليسار لليمين بأزعاج رهيب
ترى أنها تخطو طريقا مملوء بالأشواك وقدميها ټنزف بشدة دموعها تنهمر بغزارة
ثم رأت شخصا غامض الملامح ينثر لها الأشواك التى ټجرح قدماها
حاولت آية الصړاخ ولكن لم تستطع فالأشواك تزداد وقدمها تزداد في الڼزيف أكثر وأكثر
تساقطت الدموع علي وجهها ولكن لم تكن كفيلة لأخراجها من حلمها المريب الذي سيلاحقها قريب على يد الدنجوان نعم سيكون هو مصيرها .
إستمعت دينا لصوت شهقات بكاء مكتومة فألتفت لتجد أختها تبكى بنومها فأسرعت لأيقاظها
إستيقظت آية علي هزات قوية من يد أختها لترتجف وهي تردد أسم الله الحافظ من
كل شئ هو الله الرحمن الرحيم المالك القدوس
لتشعر ببعض الراحة عندما تتألوا دينا عليها بعض الأيات القرانية الكريمة فتبدأ تشعر بالراحة
ثم شعرت بالأرتياح لسماع أذان الفجر فقامت مسرعة تلبي نداء الله لها .
علي الجانب الأخر
كان يرى ماضيه يعاد من جديد كعادته كل ليلة ولكن تلك المرة يرى أمامه فتاة تشبهها كثيرا بل هى التي كانت بيوما معشوقته الخائڼة التى خالفت بوعدها له
يجدها أمامه ولكن فرقا بسيط أن تلك الفتاة ترتدي شيئا غريب يخفيها منه ومن الأخرين لا يعلم ما هو كل ما يراه أنها تشبهها كثيرا
أفاق ياسين مڤزوعا من نومه والعرق يبلل وجهه وجسده ليزيح الغطاء عنه ثم خرج بالشرفة يرتشف المياه بغزارة لرؤيته هذا الحلم هل ستعود حوريته المجهولة
لحياته من قبل ما هذا